روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | أمهات على حافة الجنون

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > أمهات على حافة الجنون


  أمهات على حافة الجنون
     عدد مرات المشاهدة: 5019        عدد مرات الإرسال: 0

تغيرت الدنيا من حولها سريعا.. فبعد قصة حب جميلة داعبت مخيلتها إنتهت إلي عش الزوجية داهمتها المسئوليات.. هي الآن أم لأول مرة أخذت إجازة من عملها.. طفلها ما زال رضيعا يحتاجها في كل ثانية لتعتني به تلاحقها أعباء المنزل بجوار التزامات الأمومة، وتريد بجوار كل ذلك ألا تهمل حق زوجها.. فجأة تقف حائرة متوترة من كثرة متاعبها.. يسيطر عليها أحاسيس الضيق والتعب والملل وتشعر أنها على حافة الجنون.

وكشفت دراسة موسعة أُجريت عن مشاكل الأمهات بعد الولادة أنّ الأمهات الجدد يواجهن إحتمالات أكبر للإصابة بعدد من المشاكل النفسية، وقد سجل الآباء الجدد مشاكل نفسية مشابهة أيضاً لكنها لم تكن بنفس الكثافة التي عانت منها الأمهات، ووفقاً للخبراء فإنّ ذلك في الغالب يكون نتيجة لأنّ الآباء لا يتعرّضون لنفس التغيرات الجسمانية والإجتماعية المرتبطة بفترة الحمل والولادة.

ووجدت الدراسة التي بنيت على بيانات أكثر من 3.2 مليون شخص أعمارهم فوق الثلاثين أنّ الأشهر الثلاثة الأولى التي تتبع الولادة هي الأكثر خطورة على صحة الأم العقلية، خاصةً أول أسبوعين، ذلك لأنّ الأم تصطدم للمرة الأولى بقدر المسئولية الملقاة على عاتقها في تلك الفترة، كما أنّ الأمهات الجدد يُسجلن أكثر حالات السيدات اللاتي يزرن الطبيب النفسي لطلب النصح والإستشارة.

ومن الأمراض النفسية التي عانت منها الأمهات كانت أعراض الإكتئاب والفصام ومشاكل التكيّف والقلق.

* تقول نهلة -متزوجة منذ عامين: عندما وضعت طفلي الأول وأخذت إجازة من عملي كنت متعبة للغاية وأشعر بملل وضيق من كثرة مسئولياتي لا أستطيع النوم جيدا وأشتاق للخروج من المنزل ولقاء الناس ولكن أعباء الأمومة والزواج كانت تلاحقني شعرت بالملل والوحدة والضيق كثيرا حتى إنتهت إجازة الوضع وعدت لعملي وكنت أذهب بطفلي إلى حضانة أثق بها في فترة عملي وها أنا بدأت أتخلص من إضطراباتي النفسية.

* وتحكي لنا إيمان -متزوجة من خمسة أعوام- عن تجربتها مع الأمومة فتقول: قبل الزواج كنت أحب الخروج كثيرا وكانت أمي تدللني وتقوم بكل الأعمال المنزلية تقريبا وبعد الزواج إشترط زوجي ألا أعمل وأن أتفرغ لبيتي ثم أنجبت سريعا وكان طفلي شاغلي الشاغل، وكنت لا أتمكن من أداء كل المهام الجديدة وأرجئ بعضها لكن رعاية طفلي منن كل الجوانب كانت همي الأكبر.. شعرت أحيانا بالتعب وأحيانا مللت من عدم وجود وقت للراحة واللهو ولكن فرحتي وفرحة أهلي بطفلي كانت تمحو الضيق من صدري.

وتتابع بعدما أنجبت طفلي الثاني أصبح الأمر أشد قسوة ومسئولية تربية الطفلين أضخم فأصبحت كثيرة العصبية والتوتر ولكني أحاول التكيف والصبر.. والآن وبعد إنجابي الطفلة الثالثة أقترب من الجنون وأصبحت عصبية جدا وكثيرة النسيان.

* هبة متزوجة منذ أكثر من عامين وأم لطفل واحد، تؤكد أن بسمة طفلها تكفيها من الدنيا وأن حياة الأمومة في أولها ربما يصاحبها كثير من التعب بجانب فرحة الأم وشعورها الرائع بطفلها وتداهمها مشاعر من الإضطراب والملل ولكنها تحاول أن تدواي ببسمة طفلها كل هذا الضيق.

[] منــاخ ممــيز:

يقول الدكتور إبراهيم شكري، إنه على الأم أن تجعل الهدف الأسمى لها هو خلق مناخ مميز في علاقتها بأسرتها وأطفالها لأنهم الزهرة المثمرة في حياتها.

وفي كتابه -أنا وطفلي والطبيب- يقدم شكري، مجموعة من النصائح التي توصل إليها خبراء ومتخصصو الطب النفسي عن الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق الإتزان المطلوب مثل الإستيقاظ المبكر، وتأجيل الأعمال المنزلية بعد نوم الطفل وقضاء بعض الوقت معه، ويطالب كل أم بالتحدث إلى الطفل حتى ان كان في سن لا يستوعب فيه الكلام إلا أنه يستمع إلى الأم بتركيز شديد.

كما ينصحك الخبراء بعدة خطوات للحصول على وقت فراغ مناسب دون الشعور بالإحباط مثل ممارسة الرياضة لأنها تعطي الجسم الإندروفين الإيجابي الذي تحتاجين إليه للتحول من العبوس للسعادة فـ 30 دقيقة فقط من التمارين القلبية يمكن أن تصفي ذهنك وتساعدك على العود واجباتك اليومية بمزاج أفضل.

خططي وقتك بحكمة، خذي معك كتابا أو مجلة عند الذهاب للتنزه مع الطفل، أو رتبي لنزهتك بالتزامن مع قضاء أمور أخرى، ولا تنسي أن تخصصي وقتا لصديقاتك، فكونك أصبحت أما لا يعني بأن تقضي كل أيامك أما في البيت أو العمل، خصصي وقتا لك ولصديقاتك ولا تنسي بأن صديقاتك يوفرن لك دعما رائعا ومطلوبا خاصة في الأيام التي تشعرين بها بالكآبة والإحباط.

ولا تنسي وقت الغفوة فعندما ينام الرضيع لا تجهدي نفسك في العمل بل خذي وقتا مستقطعا لك أنت أيضا، ولن تحتاجي إلى كل أوقات الغفوات ولكن واحدة فقط يمكن أن تساعدك على تجديد طاقتك، ولا تنسي الماء الدافئ ودوره في تخفيف الضغوط والتوتر.

[] لا تبحثي عن المثالية:

لا تحاولي أن تكوني أم مثالية فالأمومة ليست مجرد خطوات أو ملاحظات بصرية بل مهارة سلوكية، لذا لا تحاولي أن تفرضي صورة الأم المثالية على صورتك، ولا تقارني بين أطفالك وأطفال الآخرين، وإسمحي لنفسك بأخذ الفرصة الكاملة للتعلم، ولا تتوقعي أن تنجحي من أول مرة، وسامحي نفسك عندما ترتكبين الأخطاء.

حاولي أن تتمكسي بالمنطق والعقلانية وإستعيني بالله ثم بالآخرين وإختاري النصيحة الجيدة فسوف تسمعين للعديد من النصائح خلال مرحلة الحمل والولادة والرضاعة، بعض النصائح منطقية وإذا كان لها أساس علمي فهذا أفضل، وبعض النصائح مجرد وهم، حاولي البحث عن أساس علمي أو نتيجة واقعية للنصائح حتى تستفيدي منها، وحتى عند ذلك، بعض النصائح والطرق لا تناسب كل الأطفال، فلكل طفل خصائصه المختلفة.

[] المرأة العاملة:

الأم العاملة تعرف مسبقا بأن ساعات نهارها تحتاج لكثير من تنظيم كي تنجح بالمجالين فيصبح تنظيم ساعات نهارها هو من أولوياتها وتحتاج إلى كثير من الدقة والتنظيم خاصة إذا كانت من النوع الذي يحب النجاح والتوفيق بين المجالين.

وأكثر ما يساعد الأم العاملة هو مشاركة الأبناء والزوج في الخدمات البيتية اليومية وتعاونهم فمن المهم أن توزع الأم وظائف بيتية على أفراد اسرتها وتربي أولادها على المسئولية والإعتماد على النفس.

الكاتب: أميرة زكي.

المصدر: موقع رسالة المرأة.